siege auto weight loss success stories
  دعاء من أصابته مصيبة   .. ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2)   دعاء الهم والحزن    .. ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء   دعاء الغضب    .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4   دعاء الكرب    .. لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3   دعاء الفزع    .. لا إله إلا الله متفق عليه   ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً    .. ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5   من استصعب عليه أمر    .. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106   ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه    .. كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1)   مايقول عند التعجب والأمر السار    .. سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8   في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين    .. إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3   دعاء صلاة الاستخارة    .. قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8   كفارة المجلس    .. من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3   دعاء القنوت    .. اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428   مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح    .. بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1   الدعاء قبل الجماع    .. لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه   الدعاء للمولود عند تحنيكه    .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي)   ما يعوذ به الأولاد    .. أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6   من أحس وجعاً في جسده    .. ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4   مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته    .. لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10   تذكرة في فضل عيادة المريض    .. قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1   مايقول من يئس من حياته    .. اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4   كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان    .. لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه   من رأى مببتلى    .. من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3   تلقين المحتضر    .. قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2   الدعاء عند إغماض الميت    .. اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2   مايقول من مات له ميت    .. مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2   الدعاء للميت في الصلاة عليه    .. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159   وإن كان الميت صبياً    .. اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً   عند ادخال الميت القبر    .. بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1   مايقال بعد الدفن    .. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل صحيح . صحيح سنن أبي داود 620/2   دعاء زيارة القبور    .. السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2   دعاء التعزية    .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

الاثنين، 4 فبراير 2013

موقعة أقليش.. صفحة من صفحات الفتح الإسلامي في الأندلس


موقـعة أُقليش
صفحة من صفحات الفتح الإسلامي في الأندلس

منذ أن أنشأ "يوسف بن تاشفين" دولةَ المُرابطين في المغرب العربي، والتي بَناها بناءً مُحكمًا؛ حيث ظلَّ نِصْفَ قرنٍ من الزَّمن يُجاهد مِن أجل إقامة هذا الصَّرح، وكان له ما أراد، واستقرَّت دولتُه على قاعدةٍ راسخة، عندها تطلَّعَ نحو الأندلس، وعبَرَ إلى الجزيرة الخضراء، وفرَضَ سلطانه هناك، وكانت له مع نصارى الشمال صولاتٌ وجولات، كانت موقعة الزلاقة من أشهَرِها، وعندما جاء خلْفَه "أبو الحسن علي"، والذي سار على نَهْج أبيه، كانت له مع نصارى الشمال معارِكُ متعدِّدة، كانت موقعةُ أقليش مِن أشهَرِها، حتَّى قال عنها ابنُ الخطيب: إنها زلاقة ثانية، وقال عنها غيره: إنَّها تُمثل ذروة سلطانِ المرابطين على الأندلس، وكانت هذه الموقعةُ بقيادة "أبي الطاهر تميم بن يوسف بن تاشفين" الذي انتصر فيها على القُشْتاليين نصرًا مؤزَّرًا، وكان يقود القشتاليين الأميرُ "دون سانشو ابن الملك ألْفُونسو السادس"، والغريب الذي يستحقُّ الذِّكْر أنَّ المؤرِّخين المسلمين لَم يُعْطوا هذه الموقعةَ حقَّها الطبيعيَّ الذي تستحقُّه، بل إنَّ أكثرهم لم يَذْكُرها إطلاقًا، وبعضهم مرَّ عليها مرورًا سريعًا.

مدينة أقليش:
أُقْليش - بضمِّ الهمزة، وسكون القاف، وكَسْر اللام، وياء ساكنة، وشين معجمة - أو أقليج، وهي مدينةٌ لَها حصن، تَقع في ثَغْر الأندلس من أعمال ولاية طُلَيطِلة، وهي قاعدة كوشنتبرية بنَاها "الفتح بن موسى بن ذي النُّون"، وفيها كانت ثورتُه وظهوره في سنة 160 هـ، ثم اختار أقليش دارًا وقرارًا، فبناها ومدَّنَها[1].

تقع مدينة أقليش إلى الشرق من طُلَيطلة على نَهْر منبعثٍ من عين على رأس المدينة، فيعم جميعها، ومنه ماء حمَّامها، ومِن العجائب البلاط الأوسَطُ في مسجد جامع أقليش؛ فإنَّ طول كلِّ جائزة من جوائزه مائةٌ وأحد عشر شبرًا وهي مربَّعة منحوتة مستورةُ الأطراف.

ويذكر الحمويُّ أنه إلى أقليش يُنسَب "أبو العباس أحمد بن معروف بن عيسى بن وكيل الأقليش الأندلسي"، وكذلك "أبو العباس أحمد بن القاسم المقرئ الأقليشي"[2].

الوضع السياسي للمرابطين قبل موقعة أقليش:
بعد أنْ دحَرَ المرابطون بقيادة "يوسف بن تاشفين" النَّصارى الإسبان في موقعة الزلاقة الشَّهيرة، وفرض المرابطون سُلطانهم على الجزيرة الخضراء، بدأ النَّصارى الإسبان بتجميع قُوَاهم، والاستعداد يومًا بعد يوم حتَّى قويَتْ شوكتُهم في أواخر حكم "يوسف بن تاشفين"، فأخَذوا يهدِّدون المدُنَ الإسلاميَّة[3]، عندما أدركَ "ابن تاشفين" خطورةَ الوضع السِّياسي القائم في شِبْه الجزيرة الإيبريَّة، وخشي أن تعود الأمور من بعده فوضى إذا لم يُنصِّب من يَنوب عنه، وتنفصم بذلك عُرَى دولته التي بنَاها، وتنتهي هذه الرِّسالة التي عَمِل وجاهد على تبليغها طيلةَ نصف قرن؛ لذلك رأى أن يَستخلف مِن بعده رجلاً يستطيع أن يتحمَّل هذه التَّبِعات، فأوصى بالبيعة لابنه "أبي الحسن علي"، ولَم يكن هو أكبَرَ أبنائه[4]، بل لِسَجاياه الخاصَّة، وهذا يتبيَّن من نصِّ الوصيَّة الذي جاء فيها: "فوجد ابنه الأمير الأجلَّ أبا الحسن أكثرَهم ارتياحًا إلى المعالي، وأكرمهم سجيَّة، وأنفَسَهم اعتزازًا"[5]، وقد تَمَّت هذه البيعة في مدينة قرطبة سنة 496هـ، فبايَعَه أمراء لمتونة، وفُقَهاؤها وشيوخها، وكان الأمير "علي" في مدينة سَبْتة التي وُلِد فيها.

وُلِد "أبو الحسن علي بن يوسف بن تاشفين" بمدينة سبتة سنة 477هـ، ونشأ في بيت أبيه، كما ينشأ أبناءُ الأشراف.

توُفِّي "يوسف بن تاشفين"، فنُودِيَ في الحال بِوَلدِه "أبي الحسن علي" خلفًا لأبيه، وكان "أبو الطاهر تميم" أوَّل من بايع أخاه عليًّا، بالرغم من أنه أكبَرُ منه سِنًّا، ونادى في المُرابطين: "قوموا فبايِعوا أمير المسلمين"[6]، فبايَعَه جميعُ مَن حظر من لمتونة، وسائر قبائل صنهاجة والفقهاء وشيوخ القبائل، ولَم يتخلَّف عن بيعته إلاَّ ابن أخيه "يحيى بن أبي بكر"، وكان واليًا لمدينة فاس، وله مواقف مشهورةٌ في زمن جدِّه "يوسف بن تاشفين"، كما كان أبوه نائبًا عن "يوسف" قبل انتصارِه في موقعة الزلاقة الشهيرة في الأندلس؛ لذلك تطلَّع "يحيى" إلى الحكم بعد جدِّه؛ لأنه ابنُ الأخ الأكبر من أبناء "يوسف"، فامتنع عن مبايعة عمه "علي".

وسار قائد المرابطين الجديد إلى فاس؛ لتأديب ابن أخيه، وإدخاله في طاعته، ولكن "يحيى" فرَّ أمام جيوش عمِّه الذي استولَى على فاس، وتَمَّت له بذلك البيعة في جميع أنحاء الدولة المرابطيَّة، الَّتِي امتدَّ نفوذها على المغرب والجزائر والأندلس، وقد تلقَّب بأمير المسلمين كما كان أبوه من قَبْل، وسار على نهج أبيه في الجهاد في سبيل الله، وحماية البلاد من خطَرِ النَّصارى، ويقول المراكشيُّ: "وكان حسَن السِّيرة، جيِّدَ الطويَّة، نزيهَ النَّفْس، بعيدًا عن الظُّلم؛ كان إلى أن يُعَد في الزُّهاد والمتبتِّلين أقربَ منه إلى أن يعدَّ في الملوك والمتغلِّبين، واشتدَّ إيثاره لأهل الفقه والدِّين، وكان لا يقطع أمرًا في جميع مملكته دون مشاورة الفقهاء؛ فكان إذا ولَّى أحدًا من قُضاته كان فيما يعهد إليه ألاَّ يَقطع أمرًا ولا يبتَّ حكومة في صغيرٍ من الأمور ولا كبير، إلاَّ بمحضرِ أربعة من الفُقَهاء، فبلغَ الفقهاءُ في أيَّامِه مبلغًا عظيمًا لَم يبلغوا مثْلَه في الصَّدر الأوَّل من فَتْح الأندلس، ولَم يزَل الفقهاءُ على ذلك، وأمور المسلمين راجعة إليهم، وأحكامهم صغيرها وكبيرها مَوْقوفة عليهم، طول مدته، فعَظُم أمرُ الفقهاء"[7].

أمَّا ابن الخطيب فيقول: "كان عليٌّ - رحمه الله - ملِكًا كبيرًا فاضلاً معتدلاً، عَظُم في أيَّامه الملكُ، واتَّسقَ العِز، وملكَ جميع بلاد المغرب إلى بجاية إلى الأرض الأندلسيَّة والجزُر الجوفيَّة، وبلاد القبلة بِأَسْرها، وخُطِب له على أكثرَ من ألفَيْ منبر"[8].

ويقول ابن الخطيب أيضًا: "اطَّلَع بالأمور أحسنَ اطِّلاع، وكان يقلِّد العلماء، ويُؤْثِر الفُضَلاء، كثيرَ الصَّدقة، عظيم البِر، جزيل الصِّلَة، وألبسَه الله المهابة، وقذف له في القلوب المحبَّة، فاجتمعَتْ عليه الأُمَّة، واتَّفقت الكلمة"[9].

وكان الأميرُ "علي" فتًى في الثانية والعشرين من عمره، يَحْمل كلَّ ما يحمل الشباب من عنفوان وأنفَة، ومع حداثةِ سنِّه؛ فقد أبدى نوعًا من الحكمة والعدالة، أكسبَتْه محبَّة الناس؛ لأنَّه كان وافِرَ الجود، كثير العطف والبِرِّ بالفقراء والمساكين، يحرص على مَظاهر الجِدِّ والوقار، وكان أول أميرٍ مُسلم في إفريقيا استخدمَ النصارى في بلاطه، ويبدو أنَّ مردَّ ذلك كونَ أمِّه نصرانيَّةً أمَّ وَلَد؛ فقد ذكر ابن الخطيب:"أنَّه أوَّل مَن استعمل الرُّوم بالمغرب، وأركبَهم، وقدَّمَهم على جباية المَغارم"[10].

وفي بداية عهده، بدأ النصارى يشنُّون الغارات على أطراف الولايات الإسلاميَّة، فتبنَّى القائدُ الجديد سياسةَ أبيه، ووضعَ نُصْبَ عينيه مهمَّة القضاء على مقاومة النصارى.

الوضع السياسيُّ للنَّصارى الإسبان قبل موقعة أقليش:
بعد موت "يوسف بن تاشفين" بطَلِ معركة الزلاقة، بدأ النَّصارى الإسبان يَنْهضون من جديد، ويشكِّلون خطورةً على الدولة المرابطيَّة، فأخذوا يُهدِّدون الولايات الإسلاميَّة، ويشنُّون عليها الغارات، وكان يقود النصارى الملِكُ "ألفونسو السادس" مَلِك قُشْتالة، وكان مُسنًّا، ويَذكر المؤرِّخ إشباخ أنه قد تزوَّج من "سيدة"[11] المرأة المسلمة، ابنة "المعتمد بن عبَّاد" ملك أشبيلية السابق[12].

أما المستشرق "مندث بيدال" فيَذْكر أنه عندما عقد "المعتمد بن عبَّاد" ملك أشبيلية حِلْفًا مع "ألفونسو السادس" عدوِّه القديم؛ لِيُواجه أطماع المرابطين في التوسُّع داخل الأراضي الإسبانية، وفي سبيل تدعيم هذا وتقويتِه؛ اقترح على ملِك قشتالة أن يَبعث إليه بابنته "زايدة" لتكون عشيقةً له، في نظير أن يتخلَّى له عن جزءٍ من مَمْلكة طُلَيطة الإسلاميَّة التي استولَى عليها، وقد وافقَ "ألفونسو السادس" على هذا المشروع، ووُلِد له ابنه الأول والوحيد الأمير "دون سانشو" الذي أرسله قائدًا لمعركة أُقليش بعد فترةٍ من علاقته غير الشرعيَّة بـ"زايدة" المسلمة التي اعتنقَت الكاثوليكيَّة فيما بعد[13].

وهذه الرواية لا يُمكن الرُّكون إليها؛ لأنَّها تَحمل بين ثناياها مُتناقضاتٍ كثيرة؛ فالمسلم وما يحمله من عقائد وقِيَم تجعله يأنَفُ عن ذلك، فضلاً عن مُخالفتها لمبادئ الدِّين الحنيف، والغريب أنَّ المؤرِّخين العرب أغفلوا هذه القصَّة إغفالاً كبيرًا، سوى "ابن الخطيب"، وسأتناول روايته لاحقًا.

والغريب أنَّ مؤرِّخي إسبانيا النصرانيَّة عرَضوا شخصيَّة "زايدة" المسلمة، والتي أنجبَت الأمير "دون سانشو" الابن الوحيد لملك قُشتالة من خلال ستارٍ كثيف من الشُّكوك والتجنِّي، وقبل أن نتناول شخصيَّتَها في المصادر العربيَّة الإسلامية، نُعرِّج على أحد المستشرقين المنصفين، وهو "ليفي بروفنسال"؛ حيث قال: "لكنَّه من المستبعَد أن يتصوَّر المرءُ أن يهَبَ المعتمِدُ - على ما في ذلك من ذلَّةٍ - إحدى بناته لملكٍ نصراني كان عدوه اللَّدود الذي يَفْرض عليه جِزْيةً سنويَّة فادحة، ولو أننا قَبِلْنا جدَلاً أن ملك أشبيلية استطاع أن يَسْلك هذا المسلكَ غير الطبيعيِّ، لكان ذلك جنونًا صريحًا منه"[14].

ويَذكر "ابن الخطيب"[15]: "أن زايدة المسلمة كانت زوجةَ "المأمون بن المعتمد بن عبَّاد" حاكم قرطبة، فلمَّا دخل المرابطون، وقتَلوا المأمون فرَّت زوجته إلى قشتالة، فاعتنقَت النصرانيَّة، وبنَى بها الملك "ألفونسو السادس" ثُمَّ عُمِّدت باسم "إيزبيلا"، وتوُفِّيت عند وضْعِها لابنها الأمير "دون سانشو" ودُفِنَت في دير ساهاجون".

وعند مُناقشة رواية ابن الخطيب المتقدِّمة حول هذه المرأة المسلمة، نجد الاضطراب والتَّناقض واضحًا فيها؛ فالثابت عند جميع المؤرِّخين العرب والنَّصارى الإسبان: أن زوجة "ألفونسو السادس" هي التي أشارَتْ عليه بإرسال ولَدِه بدلاً عنه إلى ميدان المعركة في أقليش، فإذا كانت قد توُفِّيت عند إنجابها للأمير "دون سانشو" كما يَروي ابنُ الخطيب، فكيف أشارَتْ على زوجها بعد عشرات السِّنين بإرسال ولده إلى المعركة؟!

ويبدو واضحًا سقم الرِّوايات التي تناولَتْ شخصية زايدة المسلمة، وقضيَّة زواجها من الملك "ألفونسو السادس"، علمًا بأنَّ الرواية العربية الإسلاميَّة تُشير إلى نُصْح زوجة الملك "ألفونسو السادس" في إرسال ابنه إلى ميدان الحرب في أقليش، ولَم تُشِر بكلمة واحدةٍ إلى أصلها الإسلامي[16].

وقد أقام المؤرِّخُ "ابن خلدون" الحُجَّة في دَحْض الرواية النَّصرانية وبُطلانها؛ حيث قال: "إنَّها أقامت بعد موته بأمر الخلافة، فهل كان يُقِرُّ النَّصارى ذلك لو أنَّها كانت تَمُتُّ بصِلَةٍ ما إلى الإسلام والمسلمين"[17].

موقعة أقليش:
بعد أنْ تَعاظم خطر النَّصارى في الأندلس، وشنِّهم لغاراتٍ متعدِّدة على الولايات الإسلاميَّة، أصبح الأمير "علي بن يوسف ين تاشفين" مضطرًّا إلى دَفْع خطر النَّصارى؛ ففي عام 501هـ/ 1108م، عبَر إلى الجزيرة الخَضْراء؛ لِيُشهِر الحرب على النَّصارى الإسبان بكلِّ ما وسع من عزمٍ وقوَّة، فولَّى أخاه "تميمًا أبا الطاهر بن يوسف" غرناطة، وأسند إليه القيادة العُليا للجيش المرابطيِّ في الأندلس[18]، فخرج "أبو الطَّاهر تميمٌ" على رأس جيش ضخم متَّجِهًا نحو حدود النَّصارى، وكان يَضْطرِم رغبة وعزمًا للنَّجاح في مهمته الموكلة إليه، وحالت دون تقدُّمِه في قلب قشتالة قلعةُ أقليش[19] - أو أقليج - المَنِيعة، والحامية الإستراتيجيَّة للقشتاليين، فضرب عليها الحصار.

واشتدَّ ألَمُ الملك "ألفونسو السادس" عندما علم بما حاق بالمدينة المُحاصَرة، وهو لا يدري ماذا يفعل، وقد تقدَّمَ به العمر من جهة، ومن جهةٍ أخرى فما زالَت أحداث معركة الزلاقة أمام عينيه تُربِك خُطاه، وتُبَعثِر تفكيره، واشتدَّ ضيقه أكثر عندما علم أنَّ قائد المسلمين هو ابن "يوسف بن تاشفين".

ويَذكر المؤرخ "حسن إبراهيم حسن" أنَّ الملك "ألفونسو السادس" كان مريضًا عندما حاصرَ المرابطون أقليش؛ لذلك لَم يتمكَّن من قيادة الجيش في هذه المعركة، فأرسل ولده بدلاً عنه[20]، ولم يوضِّح لنا المؤرِّخُ المذكور روايتَه، ومن أين استَقى معلوماته، وجميعُ المصادر النصرانيَّة والإسلامية التي تناولَتْ تاريخ الأندلس لم تذكر ذلك، واكتفَتْ بالإشارة إلى شيخوخته[21].

وفي خِضَمِّ ذلك الاضطراب والحيرة واليأس، أشارَتْ زوجة الملك "ألفونسو السادس" "زايدة" على زوجها بأن يُرسل ابنه الوحيدَ "دون سانشو" على رأس الجيش؛ لِيُثير حماس الجنود، ويقوِّي عزيمتهم في الدِّفاع عن دينهم، وفعلاً جهَّز جيشًا جرارًا يفوق جيش المسلمين عددًا وعدةً، وأناط مهمَّة قيادته إلى ابنه "دون سانشو"، وأرسل معه سبعةً من كونتات قشتالة، وهم أركان الدَّولة القشتالية؛ ولهذا تسمَّى هذه الموقعة أيضًا بموقعة الأُمَراء السبعة[22].

وأوصى الملك "ألفونسو" القادةَ العسكريِّين بالمحافظة والحرص على حياة ولَدِه وسلامته، فلمَّا رأى "أبو الطاهر تميم" اقترابَ قوَّات الجيش القشتالي، عزمَ على خوض المعركة مباشرةً، وعند الفجر، هجمَ المسلمون على النَّصارى في فيضٍ من الشجاعة والبأس والإقدام، ولَم يستطع القشتاليُّون الصُّمود أمام جيش تَحْدُوه العزيمة والبأس والإصرار، فتقهقَرَ جيشُهم، وقُتِل الأمير "دون سانشو" والأمراء السبعة، وما أنْ عرف الجنود القشتاليُّون بمصرع الأمير "دون سانشو" حتى دبَّ الذُّعر فيهم، وفَرُّوا أشتاتًا، وقَتلَ الظَّافرون المُسلمون من النَّصارى مقتلةً عظيمة، وكانت خسائرُهم وَفْقَ ما ذكر بعضُ المؤرِّخين عشرين ألفًا من الجنود[23].

وبذلك دخلَ الجيش العربيُّ المسلم قلعةَ أقليش عَنوةً، وتوغَّلوا داخل الأراضي الأندلسيَّة، ففتحوا قوتقة وأمستريجو ووبذة واوريجالة واوقونية وقونسويجرا.

ويَذكر المستشرِق الألماني "إشباخ" أنَّ نَصْر المسلمين لم يتحقَّق إلاَّ بخسارة فادحة، ويستدلُّ على ذلك بعدم التوغُّل داخل طُلَيطلة[24].

وعند مناقشاتنا لرواية "إشباخ" نقف على أمرَيْن؛ الأمر الأول: أن النَّصر لا يضيره كثرةُ الخسائر، بل إنَّ ذلك يدلُّ على قوَّة المعركة وشراستها؛ مِمَّا يعطي طعمًا خاصًّا للنصر، والثاني: هو استدلاله بعدم توغُّل المسلمين داخل طُلَيطلة وهو نفسه ما ذكر بعد أقليش، استمرُّوا بالزَّحف ففتحوا ستَّ مدن أخرى؛ قوتقة وأمستريجو ووبذة واوريجالة وأوقونية وقونسويجرا،فكيف يكون الفتح والتوغُّل؟

ويعدُّ المؤرخون انتصارَ المرابطين في موقعة أقليش ذروة سُلطانهم على الأندلس، ومنذ ذلك الحين بدأَتْ قوَّتُهم تنحدر عامًا بعد عام[25].

ويقول المؤرِّخ "حسن إبراهيم حسن": "إنَّ موقعة أقليش تعدُّ من أكبر المعارك التي دارَتْ بين المرابطين والنَّصارى بعد معركة الزلاقة"[26].

وهكذا سجَّل المرابطون نصرًا عسكريًّا مؤزَّرًا في هذه الموقعة التي لا تقِلُّ عن موقعة الزلاقة، بل هي زلاقة ثانية كما يسمِّيها البعض.


[1] الحميري، "الروض المعطار في خير الأقطار"، ص/ 51.
[2] "معجم البلدان"، 1/ 339.
[3] حسن إبراهيم حسن، "تاريخ الإسلام"، 4/ 125.
[4] ابن الخطيب، "الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية"، ص/ 61.
[5] حسن إبراهيم حسن، "تاريخ الإسلام"، 4/ 125.
[6] المصدر نفسه، ص/ 126.
[7] "المعجب في تلخيص أخبار المغرب"، ص/ 130.
[8] "تاريخ المغرب العربي في العصر الوسيط"، ص/ 253.
[9] "الحلل الموشية"، ص/ 61.
[10] المصدر نفسه، ص/ 62.
[11] وفي رواية: زايدة.
[12] يوسف إشباخ، "تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحِّدين"، 1/ 123.
[13] ليفي بروفنسال، "الإسلام في المغرب والأندلس"، ص/ 152.
[14] المصدر نفسه، ص/ 152.
[15] "تاريخ المغرب العربي"، ص/ 253.
[16] ابن الخطيب، "روض القرطاس"، ص/ 104.
[17] "المقدمة"، 2/ 182.
[18] حسن إبراهيم حسن، "تاريخ الإسلام"، 4/ 128.
[19] إشباخ، "تاريخ الأندلس"، 1/ 122.
"تاريخ الإسلام"، 4/ 128.[20]
إشباخ، "تاريخ الأندلس"، 1/ 122[21]
ابن الخطيب، "تاريخ المغرب العربي"، ص/ 253.[22]
إشباخ، "تاريخ الأندلس"، 1/ 124.[23]
المصدر نفسه، [24]
المصدر نفسه.[25]
"تاريخ الإسلام"، 4/ 128.[26]

د.معزز اسكندر الحديثي 
siege auto

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق