ﻏﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺸﻌﻮﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﻓﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ، ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻭﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻗﺘﻼﻉ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ، ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﻠﻐﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﻨﻮﺯ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻣﻦ ﺣﺐ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﺣﺐ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ. ﻏﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺸﻌﻮﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﻓﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ، ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻭﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻗﺘﻼﻉ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ، ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﻠﻐﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﻨﻮﺯ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻣﻦ ﺣﺐ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﺣﺐ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ. ﺗﻮﻧﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، ﺷﺒﺎﺏ ﺑﺪﺃ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺷﻴﻮﺥ ﻋﺎﻧﻮﺍ ﻃﻮﻳﻼً ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺣﺎﻭﻝ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺃﺑﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﺃﻧﻬﻮﺍ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺎﺭﺓ ﻋﻠﻢ ﻭﺇﺷﺮﺍﻕ، ﻭﻣﻜﺘﺒﺎﺕ ﻭﺩﻭﺭ ﻧﺸﺮ ﺃﻓﻠﺴﺖ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ، ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﺪﻳﻦ، ﺃﻡ ﺃﻥ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻃﺎﻟﺘﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺳﻘﻮﻁ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ؟ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻧﻘﻞ: ﺇﻧﻬﺎ ﻋﻈﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﻐﻴﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺑﻮﺭﻗﻴﺒﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﺬﺗﻪ ﻭﻫﻞ ﻳﻈﻦ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﺃﻥ ﻳﻤﺤﻮﺍ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ، ﻭﺧﺮّﺟﺖ ﺭﺟﺎﻻً ﻛﺎﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺩﻳﺲ، ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻫﻞ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻤﺤﻮﺍ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﻴﺮﻭﺍﻥ ﻭﻣﺴﺠﺪﻫﺎ ﻭﻣﺆﺳﺴﻬﺎ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﺍﻟﻔﻬﺮﻱ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ؛ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﻭﺇﻥ ﺃﺑﻌﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺭﺟﺎﻻً ﻛﻌﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ ﻭﻣﺤﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﺒﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﺴﻮﺍ ﻟﻼﺳﺘﻘﻼﻝ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻫﻞ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺳﻤﺘﻬﺎ ﻭﻛﺮﻡ ﺃﻫﻠﻬﺎ؟ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﻄﻐﺎﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﻭﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻐﻴﺮﻭﻥ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺭﺳﻤﻲ ﺃﻭ ﺑﺸﻄﺤﺔ ﻗﻠﻢ. ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﺷﺒﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺬﺭ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮﻭﺍ ﺑﻬﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺗﺠﻤﻌﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﺪﺍﺭﺳﻬﻢ ﻭﺃﺣﺰﺍﺑﻬﻢ، ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ، ﺩﺭﻭﺱ ﻭﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ. ﺃﻧﺸﺌﺖ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻭﻗﺎﻡ ﻧﻔﺮ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﺟﺒﻬﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﺮﺧﺺ ﻟﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻐﻠﻐﻞ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﻭﺧﻄﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺑﺎﻋﺘﺼﺎﻡ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻧﺔ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎً ﻋﻠﻰ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺠﻌﺖ ﻣﺪﺭﺳﺎً ﺟﺎﻣﻌﻴﺎً ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺴﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻜﻼﻡ ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺇﻻ ﻣﻠﺤﺪ ﺣﺎﻗﺪ؛ ﻛﻤﺎ ﻧﺪﺩﻭﺍ ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻔﻴﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﻡ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﻨﻮﺍﻧﻪ (ﻻ ﺭﺑﻲ ﻭﻻ ﺳﻴﺪﻱ) ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﺳﺘﻔﺰﺍﺯ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻴﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﻟﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﻮﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻭﻟﻠﻐﺮﺏ: ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺧﺎﺋﻔﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺎﺩﻭﻥ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻮﺟﺌﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ, ﻭﻫﻢ ﻳﻔﻀّﻠﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ. ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺍﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻵﻥ, ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺜﺮﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻮﺟﻪ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻣﻨﺎﺳﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻻﺣﻈﺖ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻳﺘﻮﻫﻤﻮﻥ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﺭﺟﻮﻉ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﺃﻭ ﻳﻘﻴﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻋﺎﻡ 1991 ﻡ، ﻗﻠﺖ ﻟﻬﻢ: ﻟﻦ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻟﺬﻱ ﺫﺍﻕ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺎﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺟﺪﻳﺪ، ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻟﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻮﻫﻤﻮﻥ، ﻫﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺳﺘﺄﺧﺬ ﻭﻗﺘﺎً، ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺣﺘﻰ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺎﺕ ﻭﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻘﻠﺪ ﺗﻘﻠﻴﺪﺍً ﺃﻋﻤﻰ ﻟﻤﺎ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻗﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﻣﺆﺳﻒ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺍﻷﺻﻞ، ﻭﻻ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻋﺪﺩﻳﺎً. ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺳﺘﺄﺗﻲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻹﻓﺮﺍﺯﺍﺕ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﺄﺗﻲ ﺑﺈﻓﺮﺍﺯﺍﺕ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎً، ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺃﻗﺮﺏ ﻟﻠﺤﻖ ﻭﻟﻠﻤﻨﻬﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻭﺃﻗﺮﺏ ﻟﻠﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻄﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺃﺷﻜﺮ ﺍﻷﺥ ﻧﻮﻓﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺗﺐ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ، ﻭﺃﻟﻘﻴﺖ ﻋﺪﺓ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﻣﺪﻳﻨﺔ (ﻧﺎﺑﻞ) ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﻸﺕ ﺑﺮﻭﺍﺩﻫﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﻣَﻦَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺗﻮﻧﺲ ﺑﺎﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﺷﻜﺮ ﺟﻤﻌﻴﺔ (ﺗﺮﺍﺣﻤﻮﺍ) ﻟﺘﺤﻔﻴﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺗﺒﺖ ﻟﺪﻭﺭﺓ ﺷﺮﻋﻴﺔ، ﻭﺗﻌﺮﻓﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺘﺤﻔﻴﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ. ﻧﺘﻤﻨﻰ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ.
siege auto
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق