siege auto weight loss success stories
  دعاء من أصابته مصيبة   .. ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2)   دعاء الهم والحزن    .. ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء   دعاء الغضب    .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4   دعاء الكرب    .. لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3   دعاء الفزع    .. لا إله إلا الله متفق عليه   ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً    .. ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5   من استصعب عليه أمر    .. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106   ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه    .. كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1)   مايقول عند التعجب والأمر السار    .. سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8   في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين    .. إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3   دعاء صلاة الاستخارة    .. قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8   كفارة المجلس    .. من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3   دعاء القنوت    .. اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428   مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح    .. بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1   الدعاء قبل الجماع    .. لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه   الدعاء للمولود عند تحنيكه    .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي)   ما يعوذ به الأولاد    .. أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6   من أحس وجعاً في جسده    .. ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4   مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته    .. لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10   تذكرة في فضل عيادة المريض    .. قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1   مايقول من يئس من حياته    .. اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4   كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان    .. لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه   من رأى مببتلى    .. من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3   تلقين المحتضر    .. قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2   الدعاء عند إغماض الميت    .. اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2   مايقول من مات له ميت    .. مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2   الدعاء للميت في الصلاة عليه    .. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159   وإن كان الميت صبياً    .. اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً   عند ادخال الميت القبر    .. بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1   مايقال بعد الدفن    .. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل صحيح . صحيح سنن أبي داود 620/2   دعاء زيارة القبور    .. السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2   دعاء التعزية    .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

الثلاثاء، 5 فبراير 2013

حديث صلاة داود وصيامه

من هدايات السنة النبوية

حديث صلاة داود وصيامه


الحمد لله العليم القدير؛ خلق الزمان، وسير العباد، وضرب الآجال، وكتب الأقوال والأعمال، وكل شيء عنده بمقدار ﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي المَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [يس:12] نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وعطائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ فتح أبواب الخير لعباده، ودلهم عليها، وحثهم على التزود منها، وتقرب إليهم بها؛ فمن تقرب إليه شبرا تقرب الله تعالى إليه ذراعا، ومن تقرب إليه ذراعا تقرب الله تعالى إليه باعا، ومن أتاه يمشي أتاه الله تعالى هرولة، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ أنصح الناس للناس وأتقاهم لله تعالى، فدلهم على ما ينجيهم، وحذرهم مما يوبقهم، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واستديموا الأعمال الصالحة بعد رمضان؛ فإن الله تعالى يعبد في كل زمان، ومطلع عليكم في كل الأحوال..فلا تتركوا الصيام والقيام، ولا تهجروا القرآن، وخذوا من ذلك ما تطيقون، وأديموا على ما تستطيعون، ولا تملوا من العمل فإن الله تعالى لا يمل حتى تملوا ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج:77].

أيها الناس: في سير الأنبياء عليهم السلام مواطن للاعتبار، ومواضع للفقه والاقتداء؛ فهم سادة البشر، وهداية الله تعالى لهم، ورسله إليهم، ومبلغو دينه، وناشرو شريعته، والداعون بدعوته؛ ولذا فإن الاقتداء بهم هو اقتداء بالمصطفين من عباد الله تعالى ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ﴾ [الأنعام:90].

ونبي الله تعالى داود عليه السلام كان ملكا نبيا، وهو قدوة لكل صاحب ملك وشرف وعلو منزلة في عبادته؛ فرغم ما آتاه الله تعالى من الملك الذي تزهو به النفس، وبه تنال كل المتع واللذات فإن داود عليه السلام لم يغره ملك الدنيا عن حقيقة الآخرة، ولم يصرفه الجاه والغنى عن العبادة..

وقد ذكر الله تعالى كيف نال داود الملك في قصة المعركة الكبرى بين جنود طالوت وجالوت ﴿ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللهُ المُلْكَ وَالحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ﴾ [البقرة:251] وهذا يدل على أن الجاه مع العلم والتقوى يقود إلى التواضع والخشية، وبصاحبه تنتفع الرعية وتعتز الأمة، وأن الجاه مع الجهل يجني على صاحبه ورعيته وأمته.

ومع ملك داود وعزه، واتساع مملكته، وقوة سلطانه، وعز مقامه كان شاكرا لله تعالى على ما أعطاه، ويحمد قائلا ﴿ الحَمْدُ للهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ ﴾ [النمل:15].

وكان عليه السلام من العابدين الأوابين حتى إن الله تعالى أرشد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم حين اشتد أذى المشركين عليه إلى تذكر سيرة داود عليه السلام، ورجوعه إلى الله تعالى مع أنه عليه السلام كان ملكا متمكنا في سلطانه ﴿ اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص:17]، أي: رجَّاع إلى الله تعالى في جميع أموره بالإنابة إليه، بالحب والتأله، بالخوف والرجاء، بكثرة التضرع والدعاء. ولم يستغن بسلطانه وقوته عن الرجوع إلى الله تعالى، والخضوع له.

وكانت عبادة داود عليه السلام في قيامه وصيامه من أعجب العبادات التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها الأفضل على الإطلاق، ولولا تأله داود وفضله عند الله تعالى لما هدي لأفضل الصيام والقيام، والتزم ذلك طيلة عمره وهو الملك الذي لا يخاف شيئا من الخلق ولا يرجوهم، ولم تصرفه لذة الملك وشهواته عن التأله والعبادة.

روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا»رواه الشيخان.

وسبب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لقيام داود وصيامه أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان عابدا متألها، مقبلا على الله تعالى، عازفا عن الدنيا، منصرفا إلى الآخرة، فعزم على أن يقوم الليل كله حياته كلها، وعلى أن يصوم كل يوم إلى أن يموت، فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيام داود وصيامه يقول عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه: أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنِّي أَقُولُ: وَاللَّهِ لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ، وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ، فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ قُلْتُهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قَالَ: «فَإِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ»، قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ»، قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، فَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَهُوَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ»، فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ «لاَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ» رواه الشيخان.

فبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يطيق الاستمرار على ما عزم عليه من قيام الليل وصيام النهار إلى الأبد، وأنه سيضعف عن ذلك مع تقدم سنه، وفي رواية أخرى أخبره أن ما عزم عليه من صيام النهار وقيام الليل إلى الأبد سيؤدي إلى تضييع الحقوق التي عليه لغيره؛ ولذا قال في رواية أخرى: «فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَظًّا»، قَالَ: إِنِّي لَأَقْوَى لِذَلِكَ، قَالَ: «فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ» قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: «كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلاَ يَفِرُّ إِذَا لاَقَى»

وقوله «وَلاَ يَفِرُّ إِذَا لاَقَى» مشعر بأن الديمومة على الصيام تضعف عن القيام بالجهاد والأعمال الشاقة، وقد تكون هذه الأعمال مقدمة على صيام النفل كفرائض الجهاد والاحتساب والتعليم والإغاثة، وهي متعدية النفع بينما كان الصيام عبادة محضة لا يتعدى نفعها غير صاحبها، وكلما كانت العبادة متعدية النفع كانت أفضل من غيرها.

والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم علم عن تأله عبد الله وتنسكه، وإدامته الصيام والقيام من أبيه عمرو بن العاص، الذي علم بذلك من زوجة عبد الله في زيارة لبيته، قال عبد اللَّه:«أَنْكَحَنِي أبي امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ فَيَسْأَلُهَا عن بَعْلِهَا فَتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ من رَجُلٍ لم يَطَأْ لنا فِرَاشًا ولم يُفَتِّشْ لنا كَنَفًا مذ أَتَيْنَاهُ، فلما طَالَ ذلك عليه ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: الْقَنِي بِهِ، فَلَقِيتُهُ بَعْدُ فقال: كَيْفَ تَصُومُ؟ قلت: كُلَّ يَوْمٍ، قال: وَكَيْفَ تَخْتِمُ؟ قلت: كُلَّ لَيْلَةٍ، قال: صُمْ في كل شَهْرٍ ثَلَاثَةً واقرأ الْقُرْآنَ في كل شَهْرٍ، قال: قلت: أُطِيقُ أَكْثَرَ من ذلك، قال: صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ في الْجُمُعَةِ، قلت: أُطِيقُ أَكْثَرَ من ذلك، قال: أَفْطِرْ يَوْمَيْنِ وَصُمْ يَوْمًا، قال: قلت: أُطِيقُ أَكْثَرَ من ذلك، قال: صُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ صَوْمَ دَاوُدَ صِيَامَ يَوْمٍ وَإِفْطَارَ يَوْمٍ وَاقْرَأْ في كل سَبْعِ لَيَالٍ مَرَّةً، فَلَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَذَاكَ أَنِّي كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ، فَكَانَ يَقْرَأُ على بَعْضِ أَهْلِهِ السُّبْعَ من الْقُرْآنِ بِالنَّهَارِ وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ يَعْرِضُهُ من النَّهَارِ لِيَكُونَ أَخَفَّ عليه بِاللَّيْلِ وإذا أَرَادَ أَنْ يَتَقَوَّى أَفْطَرَ أَيَّامًا وَأَحْصَى وَصَامَ أياما مِثْلَهُنَّ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتْرُكَ شيئا فَارَقَ النبي صلى الله عليه وسلم عليه.

فبان بهذا الحديث أن أحب الصلاة إلى الله تعالى بعد الفرائض قيام الليل، وأفضل صفة لقيام الليل هي صلاة داود عليه السلام، وصورتها أنه كان ينام النصف الأول من الليل، ثم يقوم فيصلي النصف الثاني حتى إذا لم يبق إلا سدس الليل نام فاستعاد نشاطه لصلاة الفجر وأعمال النهار، فكان قيامه عليه السلام بين نومين.

وأما صيام داود فقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أفضل الصيام وأعدل الصيام، بل لا أفضل منه في التطوع؛ لأنه أحرى بدوام العبادة فلا يقطع صاحبه الصيام حتى يشق عليه، وأحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها، ولا يكون سببا في تضييع الحقوق الأخرى فإنه يؤديها في يوم فطره. وظاهر الإرشاد النبوي أفضلية صيام يوم وإفطار يوم أفضلية مطلقة في باب صوم التطوع، وأن الزيادة على هذا الصوم مفضولة وليست فاضلة؛ وذلك كمن يصوم يومين ويفطر يوما، وأشد منه من يصوم كل يوم، وهذا منهي عنه.

نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يرزقنا العمل بما علمنا، إنه سميع مجيب.

وأقول قولي هذا وأستغفر الله..

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وأتبعوا رمضان بصيام ستة أيام من شوال؛ فمن صامها مع رمضان كان كمن صام الدهر كله كما جاء في الحديث.

أيها المسلمون:
يدل إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام داود عليه السلام وقيامه على أن أعمال الأنبياء عليهم السلام تتفاضل، وأن بعضهم يدرك فضل عبادة لا يدركها غيره كما هدي داود لأفضل الصيام والقيام، كما يدل على أن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يتتبع شرائع النبيين فيختار الأحسن والأكمل والأفضل منها ليدل أمته عليه؛ محبة لهم، ورأفة بهم، وشفقة عليهم، فلا أحد من البشر أنصح منه لنا، بآبائنا هو وأمهاتنا ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة:128].

ومن نصحه صلى الله عليه وسلم أنه لما رأى في عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما تشديدا على نفسه في العبادة، وأخذها بالحزم والعزم دله على الأفضل، ورخص له في الأقل؛ لئلا يمل من الشدة، ولكيلا يضيع الحقوق التي تلزمه.

وكانت رخصة النبي صلى الله عليه وسلم خيرا لعبد الله من اختياره لنفسه؛ فإنه لما كبرت سنه، وضعفت قوته؛ تمنى أنه أخذ بالرخصة وقال رضي الله عنه: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَىَّ، وقال: يَا لَيْتَنِى قَبِلْتُ رُخْصَةَ رسول الله).

كما دلت إدامة عبد الله على صيام يوم وإفطار يوم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مع مشقة ذلك عليه ما كان عليه الصحابة من صفاء القلوب، وإخلاص الأعمال، والتمسك بالعزائم، وعدم التبديل والتغيير بعد النبي صلى الله عليه وسلم، مع أنه يعمل في نافلة له أن يتخفف منها، لكنه كره تغيير ما فارقه النبي صلى الله عليه وسلم عليه، فياليت من يبدلون شريعة الله تعالى، وينتهكون أحكامها باسم التيسير يفقهون هذا الدرس من الصحابة رضي الله عنهم.

وبعد أيها الإخوة: فإن أبواب الخير كثيرة، ومجالات العبادة متنوعة، والمرء ما خلق إلا ليعبد الله تعالى؛ فحري بمن فقه ذلك وعرفه أن يمسك بأبواب من الخير فتحت له فيلزمها ولا يفرط فيها؛ ليلقى الله تعالى بأعمال صالحة قد داوم عليها. ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ ﴾ [الحجر:99].

وصلوا وسلموا...
siege auto

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق