siege auto weight loss success stories
  دعاء من أصابته مصيبة   .. ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2)   دعاء الهم والحزن    .. ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء   دعاء الغضب    .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4   دعاء الكرب    .. لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3   دعاء الفزع    .. لا إله إلا الله متفق عليه   ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً    .. ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5   من استصعب عليه أمر    .. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106   ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه    .. كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1)   مايقول عند التعجب والأمر السار    .. سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8   في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين    .. إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3   دعاء صلاة الاستخارة    .. قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8   كفارة المجلس    .. من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3   دعاء القنوت    .. اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428   مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح    .. بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1   الدعاء قبل الجماع    .. لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه   الدعاء للمولود عند تحنيكه    .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي)   ما يعوذ به الأولاد    .. أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6   من أحس وجعاً في جسده    .. ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4   مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته    .. لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10   تذكرة في فضل عيادة المريض    .. قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1   مايقول من يئس من حياته    .. اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4   كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان    .. لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه   من رأى مببتلى    .. من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3   تلقين المحتضر    .. قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2   الدعاء عند إغماض الميت    .. اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2   مايقول من مات له ميت    .. مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2   الدعاء للميت في الصلاة عليه    .. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159   وإن كان الميت صبياً    .. اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً   عند ادخال الميت القبر    .. بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1   مايقال بعد الدفن    .. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل صحيح . صحيح سنن أبي داود 620/2   دعاء زيارة القبور    .. السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2   دعاء التعزية    .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

الأحد، 27 يناير 2013

الإسلام منهج حياة



الإسلام منهج حياة


الإسلام منهج حياة
الإسلام هو الدِّين الذي ارتضاه الله لخَلقِه، فهو رسالة الأنبياء والمُرسَلين، وهو نهج الأولياء والصالِحين، ولكن السؤال: لماذا يكون الإسلام منهجًا لحياتِنا؟ ذلك للأسباب الآتية:
1- الإسلام دين الفِطرة:
وذلك يتَّضح مِن آيات القرآن الكريم: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30]، ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 172].

ومن كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما مِن مولود إلا يُولَد على الفِطرة، فأبَواه يُهوِّدانه ويُنصِّرانه ويُمجِّسانه؛ كما تُنتَج البَهيمةُ بهيمةً جَمعاء، هل تُحسُّون فيها مِن جدعاء؟))، ثم يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: "واقرؤوا - إن شِئتُم -: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 30]"[1].

فالإسلام هو دِين الفِطرَة، الذيتَستَشعِر النفسُ في تعاليمه السَّعادة، والأمن والأمان، والسَّكينة والطُّمأنينة، والحَياة الطيِّبة.

2- الإسلام دِين الله - تبارك وتعالى -:
الإسلام دين الله ونِظامه الذي ارتَضاه لعباده، وأَوحى إلى أنبيائه بتبليغه للناس؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [آل عمران: 19]، ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13]، ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 132]، ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 112].

فالإسلام هو دين الله - سبحانه وتعالى - الذي ارتضاه الله - سبحانه وتعالى - لهذه البشرية، فالخير في اتِّباع تعاليمه، وتطبيق أحكامه؛ ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].

3- الإسلام دين الحضارة والتقدم:
أنقَذت الحضارة الإسلامية العالمَ مِن ظُلمات الجهل والتخلُّف والانهيار الأخلاقي والقِيَميِّ التي سادَت العالم قبل الإسلام بعدة عُقود، وقد استمدَّت الحضارة الإسلامية أصولَها ورَوافِدَها مِن القرآن الكريم والسنَّة المُطهَّرة، ثم بانفِتاحِها على شُعوب الأرض جميعًا، لا تُفرِّق بين لَون أو جنْس أو دِين، وكان فيها مِن الخَصائص المميَّزة ما أهَّلها لأن تحتلَّ مكان الرِّيادة في العالم، وأهمُّ هذه الخَصائص[2]:
أ- العالميَّة:
تتَّسم رسالة الإسلام بسَعة أُفقِها ورسالتها العالميَّة، وقد وضَح ذلك في إعلان القرآن الكريم وحدَة النَّوع الإنساني، رغْم تنوُّع أَعراقِه ومَنابتِه ومَواطِنه، وذلك في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].

وصِبغَة العالميَّة هي التي تُرسخ وتؤصِّل لقِيَم الحقِّ والخير والعدل والمساواة بين الناس جميعًا، دون النظر إلى ألوانِهم أو أجناسِهم، فلا تؤمن بنظرية التفوُّق العُنصريِّ أو الاستعلاء الجِنسي؛ فكانت رسالته - صلى الله عليه وسلم - رحمةً للعالمين جميعًا، فقال تعالى - مُخاطِبًا رسوله -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، وقال تعالى في مَوضِع آخَر: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ ﴾ [سبأ: 28]؛ ولذلك كانت رسالة الحَضارة الإسلامية رسالةً عالميَّةً يَشترِك في تحقيقها كل عِرق ولَون.

هذه هي الخاصيَّة الأولى مِن خَصائص الحَضارة الإسلامية، وهي خاصية تَنفرِد بها دون غيرها مِن الحَضارات؛ فأصبحتْ بحقٍّ حَضارةً عالميَّة سامية.

ب- الوَحدانيَّة[3]:
مِن أَبرز ما يُميِّز حضارةَ الإسلام أنها قامتْ على أساس الوحدانية المُطلَقة لله ربِّ العالَمين، وكان لهذه الوحدانيَّة تأثيرٌ واضِح انعكَس بصورة جليَّة على حَضارتهم وإسهاماتهم في مَسيرة الإنسانية، ومما ساهم في رفع مُستوى الإنسان وتحريره مِن الطُّغيان، وتوجيه الأنظار إلى الله وحدَه خالِق الكون ومُسيِّره؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ [فاطر: 3].

وهذا ما أعلنه - صلى الله عليه وسلم - في خطبة الوداع: ((يا أيها الناس، ألا إنَّ ربَّكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضْل لعربيٍّ على أعجمي، ولا لعَجمي على عربيٍّ، ولا لأحمرَ على أسْودَ، ولا لأسودَ على أحمر إلا بالتقوى))[4].

جـ- التوازُن والوسطيَّة[5]:
التوازُن بين مُتطلبات الرُّوح ومُتطلبات المادة، التوازُن بين أفكار الإنسان وخيالاته، التوازُن بين علوم الشرع وعلوم الحياة، التوازُن بين الدُّنيا والآخِرة، التوازن بين المثاليَّة والواقعيَّة، التوازُن بين الحُقوق والواجبات، التوازُن بين النزعة الفردية والمَصلحة الاجتماعيَّة؛ قال تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، وقال تعالى: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [القصص: 77]، وهكذا اتَّسمتْ حضارة الإسلام بالتوازُن والوسطية.

د- الصِّبغَة الأخلاقية:
ففي الحُكمِ، وفي العِلم، وفي التشريع، وفي الحرب، وفي السِّلم، وفي الاقتصاد، وفي الأسرة رُوعِيَت المبادئُ الأخلاقية في الحَضارة الإسلامية تشريعًا وتطبيقًا، وبلغَتْ في ذلك شأوًا ساميًا بعيدًا لم تَبلغْه حضارة في القديم والحديث، ولقد تركت الحَضارةُ الإسلامية في ذلك آثارًا تَستحِق الإعجاب، وتجعلها وحدَها مِن بين الحَضارات التي كفَلتْ سَعادة الإنسانية خالِصةً لا يَشوبُها شَقاء، وهذه الخَصائص التي تَنفرِد بها الحضارة الإسلامية تَكتسِب طابَع الدَّيمومة والاستمرار مِن مبادئ الدِّين الإسلامي الحنيف؛ لأنها نابِعة منها، ولصيقة بها، وهي بذلك بمنزلة الجَوهر النفيس الذي لا يتبدَّل ولا يتغيَّر، وإن تبدَّلت الأحوال وَجَدَّت المُستجدَّات.

4- فشل الأنظمة الأُخرى الوضعيَّة[6]:
ومما يَزيد قَناعتَنا بأن الإسلام منهج لحياتنا: فشلُ الأَنظمة والحُلول الأُخرى، سواء الحلُّ الليبراليُّ، أو الحلُّ الاشتِراكي، وذلك في كل المجالات.
فشل في المجال الاقتصادي:
ويَكفى في التدليل على ذلك الاعتماد على الغير في الغذاء والدواء والسلاح والصِّناعة، إضافةً إلى الفقر والمرض والجهْل.

فشل في مجال الحريَّة والطُّمأنينة:
ولا يَحتاج ذلك إلى دليل.

فشل في المجال العسكريِّ:
وما هزيمة الجيوش في 48، 56، 67، وقيام الكيان الصِّهيَونيِّ إلا دليلاً على هذا الفشل.

فشل في المجال الأخلاقي:
حيث انتشار الفساد، وطُغيان الشهوات، وفقدان الحياء.

فشل في المجال الرُّوحي:
حيث ضعف الإيمان بالله، وفصل وإبعاد الدين عن حياة الناس.

فشل في المجال العربي والإسلامي:
حيث العصبيَّة القبليَّة والأنانية، وفقدان معنى الأُخوَّة الإسلامية، والأحداث التي تَدور في العالم الإسلامي، وعدم تدخُّله ووقوفه بجانب المُستضعَفين مِن المسلمين - شاهدٌ على ذلك.

5- المنهج الإسلامي يَحمِل مُقوِّمات الحياة الراشِدة:
فالإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لخلقِه، والإسلام يَحمل في تعاليمه كل مُقوِّمات الحياة الراشدة الكريمة؛ قال تعالى: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3، 4]، وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]، وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾ [المائدة: 66]، وقال تعالى على لسان نوح - عليه السلام -: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10، 12]، وقال - جل شأنه -: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]، وقال تعالى: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود: 52]، وهذه الحَقيقة تَغفُل عنها كلُّ المذاهب الوضعيَّة.

إنَّ العقيدة الإيمانية في الله، وتقواه، وتطبيق مَبادئ الدِّين - ليست مسألة مُنعزِلةً عن واقع الحياة، وهذا وعد الله، ومَن أصدق مِن الله حديثًا؟

6- المنهج الإسلامي فريضَة[7]:
قال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]، وقال تعالى: ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة: 50]، مَن الذي يَجرُؤ على ادِّعاء أنه يُشرِّع للناس ويَحكم فيهم، خيرًا مما يُشرِّع الله لهم ويَحكُم فيهم؟ وأيَّة حُجَّة يملك أن يَسوقها بين يدَي هذا الادِّعاء العريض؟

إن قضية أن المنهج الإسلامي فريضة لا بد أن تكون واضِحةً وحاسِمةً في ضَمير المسلم، وألا يتردَّد في تطبيقها على واقع الناس، وما لم يحسم ضميرُ المسلم في هذه القضية، فلن يَستقيم له ميزان، ولن يتَّضح له منهج، ولن يَخطو خطوة واحدة في الطريق الصَّحيح.

7- علماء الغرب يُشيدون بالمنهج الإسلامي:
ومما يزيد قناعتنا أيضًا بالمنهج الإسلامي: كلام علماء الغرب المحايدين، والذين درَسوا الإسلام دراسةً مُتأنِّيَةً، فاستخرَجوا من هذه التعاليم الإسلامية أن الإسلام هو الحل لكلِّ مَشاكِلنا المُعاصِرة، ومن هذه الأقوال والآراء.

"جوزيف ستيغليتس" - الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد الأمريكي -:
دافع جوزيف "ستيغليتس" عن النظام المصرفيِّ الإسلامي، مُعتبرًا أن هدا النظام خطوة للأمام لتَفادي أزمات في المُستقبل؛ حيث أكَّد "ستيغليتس" أن البنوك الإسلامية تقوم حقًّا على تَقاسُم المَخاطر بين البنك والدائن، خاصَّةً وأن سياسات القُروض أكثر أمانًا مِن البُنوك الأُخرى، مؤكِّدًا أن الصَّيرَفة الإسلامية خطوة للأمام؛ ولكنها ليستْ كافيةً مِن أجْل تَفادي الأزمة؛ حيث لا بدَّ من أشياء أخرى تُساهِم في تَفادي الأزمة والوقوع فيها مُستقبَلاً.

برتراند راسل:
وهو أحد فلاسفة بريطانيا الكِبار، والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1950، قال: "لقد قرأتُ عن الإسلام ونبيِّ الإسلام، فوجدتُ أنه دِين جاء ليُصبِح دينَ العالَم والإنسانية، فالتعاليم التي جاء بها محمد والتي حفَل بها كِتابه ما زِلنا نبحث ونتعلَّق بذرات منها، ونَنال أعلى الجوائز مِن أجلها.

ومما أَختِم به كلامٌ للأستاذ الشهيد - بإذن الله - حسن البنا[8]:
إن مدنيَّة الغرب، التي زهت بجَمالها العِلمي حينًا مِن الدهر، وأخضَعت العالَم كلَّه بنتائج هذا العِلم لدُوَله وأُمَمه، تُفلِس الآن وتَندحِر، وتندكُّ أصولها وتَنهدِم نُظُمها وقواعدها؛ فهذه أصولها السياسية تُقوِّضها الدكتاتوريَّات، وأصولها الاقتصادية تَجتاحُها الأزمات، ويشهد ضِدَّها ملايين البائسين مِن العاطِلين والجائعين، وأصولها الاجتماعية تَقضي عليها المبادئ الشاذَّة والثورات المُندلِعة في كل مكان، وقد حار الناس في علاج شأنها وضلُّوا السبيل، مُؤتَمراتهم تَفشل، ومُعاهَداتهم تُخرَق، ومَواثيقهم تُمزَّق، وعُصبة أممهم شبَح لا رُوح فيه ولا نُفوذ له، ويد العظيم فيهم توقِّع مع غيره ميثاق السلام والطُّمأنينة في ناحية، ثم تَلطمه اليد الثانية من ناحية أخرى أقسى اللَّطمات، وهكذا أصبح العالَم - بفضْل هذه السياسات الجائرة الطامِعة - كسفينة في وسط اليمِّ، حارَ ربانها وهبَّت عليها العواصِف مِن كل مكان، الإنسانية كلها مُعذَّبة شقيَّة قَلِقة مُضطَربة، وقد اكتوت بنيران المَطامِع والمادة، فهي في أشدِّ الحاجة إلى عذْب من سؤر الإسلام الحَنيف، يَغسل عنها أوضار الشقاء، ويَأخُذ بها إلى السَّعادة.


[1] رواه البخاري ومسلم.
[2] "ماذا قدَّم المسلمون للعالم؟"؛ د. راغب السرجاني (ص: 50).
[3] "ماذا قدَّم المسلمون للعالم؟"؛ د. راغب السرجاني (ص: 52).
[4] رواه أحمد.
[5] "ماذا قدَّم المسلمون للعالم؟"؛ د. راغب السرجاني (ص: 55).
[6] "سلسلة: حتمية الحل الإسلامي"؛ د. يوسف القرضاوي.
[7] "هل الإسلام هو الحل؟"؛ د. محمد عمارة.
[8] "مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا".


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/45018#ixzz2IzF6FwBJ
siege auto

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق