ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻻﺳﻮﺩ ؟ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺗﺘﺮﻛﺰ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﻬﺎﺯﻱ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻣﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺫﻳﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ. ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﻭﻣﺘﻰ ﺑﺪﺃ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ؟ ﺍﻧﻘﺮﻫﻨﺎ ﻟﺘﺮﻯ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻠﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﺗﻠﺰﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺑﺤﻤﻞ ﺟﻬﺎﺯﻱ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺧﺎﺻﻴﻦ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ. ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻷﻭﻝ: ﺑﺴﻴﻂ ﻟﻜﻦ ﻓﻌﺎﻝ ﻭﺗﺤﻔﻆ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻓﻲ ﻗﻮﺍﻟﺐ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺩ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﺘﻴﺘﺎﻧﻴﻮﻡ، ﺗﺤﻴﻄﻬﺎ ﻣﺎﺩﺓ ﻋﺎﺯﻟﺔ ﻟﺘﺘﺤﻤﻞ ﺻﺪﻣﺎﺕ ﺗﺒﻠﻎ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ، ﻭﻟﺘﺘﺤﻤﻞ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺗﻔﻮﻕ 1000 ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ ﻭﺿﻐﻄﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ 200000 ﻗﺪﻡ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮ. ﻭﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻳﻬﺎ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻣﻦ ﻣﺪﻓﻊ ﺻﺎﺭﻭﺧﻲ ﺗﺠﺎﻩ ﺟﺪﺍﺭ ﻟﻤﺤﺎﻛﺎﺓ ﺻﺪﻣﺎﺕ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻠﻖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﻔﻮﻕ ﻣﺌﺔ ﻣﻴﻞ ﺑﺎﻟﺴﺎﻋﺔ. ﻭﺗﻠﻒ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﻤﺎﺩﺓ ﻋﺎﺯﻟﺔ ﺗﺤﻤﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻣﻦ ﻣﺴﺢ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺐ ﻭﺍﻟﺘﺂﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻤﺪﺓ 30 ﻳﻮﻣﺎ. ﻭﻳﺴﺠﻞ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻠﻮﻥ، ﻧﺤﻮ 300 ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻭﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺘﺴﺎﺭﻉ ﺍﻷﻣﺎﻣﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻱ ﻟﻠﻄﺎﺋﺮﺓ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻴﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﻘﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﻼﺳﻠﻜﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﺘﻀﻤﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ، ﻟﺮﺳﻢ ﺻﻮﺭﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﺛﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺷﺮﺣﺎ ﺣﻮﻝ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻌﻄﻞ. ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻷﺳﺘﺮﺍﻟﻴﻮﻥ ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻃﻮﺭ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺍﻭﺩﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﺳﺘﺮﺍﻟﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ. ﺟﻬﺎﺯ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺗﻲ ﺩﺑﻠﻴﻮ ﺃﻱ 800 ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻘﻄﺖ ﻋﺎﻡ 1996 ﻓﻔﻲ ﻋﺎﻡ 1953 ﻛﺎﻥ ﺧﺒﺮﺍﺀ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﻳﺠﺎﻫﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺳﻘﻮﻁ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ ﺷﺮﻛﺔ ﻛﻮﻣﻴﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻠﻘﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﺸﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺑﺮﻣﺘﻪ. ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ ﺍﻗﺘﺮﺡ ﻋﺎﻟﻢ ﻃﻴﺮﺍﻥ ﺃﺳﺘﺮﺍﻟﻲ، ﻳﺪﻋﻰ ﺩﻳﻔﻴﺪ ﻭﺍﺭﻥ، ﺻﻨﻊ ﺟﻬﺎﺯ ﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺭﺣﻼﺕ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ. ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1958 ﺍﺑﺘﻜﺮ ﻭﺍﺭﻥ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ "ﺃﻱ ﺃﺭ ﺃﻝ ﻭﺣﺪﺓ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ"". ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﺳﻢ "ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﺴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻬﻢ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻴﺪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻧﺤﻮ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻘﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺃﺩﺍﺀ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ. ﻭﺃﺻﻴﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻭﺍﺭﻥ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺔ ﺟﻬﺎﺯﻩ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺇﻧﻪ "ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ" ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭﻭﻥ ﺍﺳﻢ "ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﺴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻬﻢ. ﻭﻧﻘﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻭﺍﺭﻥ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭﻩ ﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﺭﺣﺐ ﺑﻪ ﺑﺤﻤﺎﺱ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺜﺖ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺑﻲ ﺑﻲ ﺳﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺑﻌﺮﻭﺿﻬﺎ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮﻩ ﻭﺻﻨﺎﻋﺘﻪ. ﻭﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺫﻟﻚ، ﻛﺎﻥ ﺟﻬﺎﺯ ﺁﺧﺮ ﻳﺘﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ. ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1960 ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﺠﻌﻞ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﺃﻣﺮﺍ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺎ. ﻭﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﺳﺘﺒﺪﻟﺖ ﺍﻷﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﺑﺄﺟﻬﺰﺓ ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻥ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﺼﺪﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﺳﻮﺀ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ.
siege auto
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق